ولي العهد السعودي في اليونان لتعزيز التعاون العسكري
في أول زيارة له لدولة أوروبية منذ 2018، يبحث ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان غدًا في اليونان، تسريع توطين الصناعات العسكرية.
ويشير جدول أعمال الزيارة التي تستمر يومين، إلى أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس سيعقدان مساء اليوم نفسه محادثات موسعة في مقر رئاسة مجلس الوزراء بقصر مكسيم، يعقبها توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين.
محادثات الوفدين ستتركز على تطورات الحرب الروسية الأوكرانية وانعكاساتها العالمية خصوصا على صعيد الطاقة والغذاء ومسار مفاوضات الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة لتمديد الهدنة الإنسانية في اليمن للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استنادا إلى المرجعيات الثلاث الممثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216 وتكثيف التعاون في مكافحة الجريمة والإرهاب الدولي بجميع أشكاله.
وقال مصدر دبلوماسي في السفارة اليونانية في الرياض في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إن الاتفاقيات "تشمل مجالات عديدة من أبرزها الطاقة والتعاون العسكري والنقل البحري التي وافق مجلس الوزراء السعودي عليها مطلع الشهر الجاري، إضافة إلى مد كابل اتصالات بحري يربط أوروبا بآسيا حيث تقوم شركة مينا هاب بتطوير ممر البيانات من الشرق إلى المتوسط المملوك لشركة الاتصالات السعودية وشركة تي.تي.إس.إيه اليونانية للاتصالات وتطبيقات الأقمار الصناعية.ADVERTISING
وأكد المصدر أن هناك رغبة مشتركة لدى البلدين على توسيع حجم التعاون العسكري بين الرياض وأثينا خاصة بعد قرار الأخيرة في سبتمبر 2021 إرسال منظومة صواريخ "باتريوت" إلى السعودية على سبيل الإعارة وقوات يونانية محدودة تابعة للجناح القتالي 114 يبلغ عددها 120 جنديا بموجب اتفاق جرى توقيعه بين البلدين في أبريل 2021 للعمل على هذه المعدات تزامنا مع سحب الولايات المتحدة أنظمة صواريخ ومعدات وجنود من المملكة ومناطق بالشرق الأوسط.
وبدأت المحادثات حول توفير أثينا نظام دفاع جوي للرياض في أكتوبر عام 2019 وتحديدا بعد شهر من استهداف منشآت تابعة لشركة "أرامكو" في 14 سبتمبر 2019 في منطقتي بقيق وخريص في المنطقة الشرقية السعودية وانطلقت "إمّا من الأراضي الإيرانية أو العراقية" وفقا للمتحدث العسكري باسم التحالف آنذاك .
وتقول مصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن الجانبين سيبحثان خلال محادثات يوم غد بندا يتعلق بـ"تسريع توطين التقنية والصناعات العسكرية والمساندة في المملكة تحقيقا لرؤية 2030 ".
واستبعدت مصادر دبلوماسية خليجية في الرياض، أن تنعكس الزيارة سلبا على صعيد العلاقات السعودية التركية، الآخذة في التحسن مؤخرا بعد زيارة ولي عهد السعودية لأنقرة وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية، في ظل استمرار التوتر بين أثينا وأنقرة.
ورأت المصادر أن السياسة السعودية التي يرسمها ولي عهد السعودية "لا تهدف إلى استعداء أحد أو الاصطفاف إلى جانب ضد آخر لكنها تأتي في إطار تنويع خارطة حلفائها في المنطقة وتصب في اتجاه واحد ذي عنوان واحد هو السعودية أولا".
وأكدت بيانات صادرة عن وزارة الاستثمار السعودية أن 14 شركة يونانية تستثمر في أسواق المملكة في مجالات الطاقة والطاقة المتجدّدة والسياحة والصناعة والتشييد والبناء والتمويل والتأمين والاتصالات وتقنية المعلومات، كاشفة أن إستراتيجية الاستثمار الوطنية ستطلق الفرص للاستثمار المباشر بقيمة 3 تريليونات يورو.
وفي مايو الماضي زار وفد أعمال سعودي ضم ممثلين عن 70 شركة برئاسة وزير الاستثمار خالد الفالح اليونان والتقى نظيره اليوناني سبريذون أدونيس جورجيادس حيث أبدى الأخير رغبة بلاده " في تعزيز التعاون الاستثماري مع السعودية".
وفيما كان من المنتظر أن تشمل جولة ولي العهد السعودي زيارة إلى قبرص، قال مراقبون إن إصابة الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس بفيروس كورونا، أدت إلى تأجيل الزيارة إلى وقت لاحق.